Get Professional Advice

Complete our contact form today in order to discuss your particular situation with a highly qualified, experienced, and fully regulated adviser

  • We promise to NEVER share your data with any third party
  • We operate no email lists
  • All data is managed securely in accordance with the General Data Protection Regulation (GDPR)

نقل الثروة إلى الجيل القادم موضوع تتم مناقشته بشكل متكرر في السياقات المالية والعائلية على حد سواء. في غالب الأحيان، يسعى الآباء لضمان تمتع أطفالهم وأحفادهم بمستوى حياة أفضل من تلك التي عاشوها هم أنفسهم. وهذا التركيز على الثروة المادية أمر ضروري يمكن استيعابه، حيث للثرورة القدرة على صياغة حياة وفرص للوارثين. ومع ذلك، في سعينا لتوفير حياة رغيدة لأبنائنا، يمكننا التغاضي عن أهمية نوع آخر من الثروة – نوع لا يرتبط بالمعايير الدنيوية. سوف نستعرض في هذا المقال لماذا ينبغي على الأفراد التفكير في الأمور الأبدية عند نقل الثروة إلى الجيل القادم وكيف تقدم المسيحية وجهة نظر فريدة من نوعها في هذه المسألة.

الخلود

يتجاوز  مفهوم الخلود الزمان والمكان والممتلكات المادية. فهو يتجاوز وجودنا المادي إلى عالم النفس والروح وجوهر ما يعنيه أن تكون بشراً. وغالبًا ما يشار إلى هذا البعد من الوجود باسم العالم الروحي، وهو يشمل المعتقدات والقيم وإدراك هدفنا في هذه الحياة. عندما نركز فقط على الثروة المادية، قد نهمل عن غير قصد الجوانب الأعمق والأكثر أهمية في وجودنا.

ولإثراء حياة الجيل القادم بشكل حقيقي، من الضروري أن ننقل ليس فقط الاستقرار المالي بل أيضًا القيم الخالدة التي ترشدنا في الحياة. تساعد هذه القيم، المتجذرة في الحب والرحمة والتعاطف والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، في تشكيل النسيج الأخلاقي والمعنوي لمجتمعنا. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤدي إلى حياة مُرضية وذات مغزى وهدف.

نظرة المسيحية إلى الثروة المادية والروحية

تقدم المسيحية وجهة نظر فريدة حول تكامل الثروة المادية والروحية. وفقاً للاعتقاد المسيحي، نحن لسنا كائنات مادية فحسب بل أيضاً كائنات روحية خُلقت على صورة الله. على هذا النحو، تمتد قيمتنا وهدفنا إلى ما هو أبعد من ممتلكاتنا المادية. يؤمن المسيحيون أن هدفنا الأساسي هو تمجيد الله وبناء علاقة معه.

الانفصال عن الله

ومع ذلك، فإن المسيحية واضحة أيضاً في تعاليمها بأن الخطيئة (التي تشير ببساطة إلى كل ما يسبب لنا، ولمن حولنا، الأذى، وذلك ما يكرهه الله أيضاً  – لأنه لا يريد لنا إلا الخير) قد أبعدتنا عنه. ونحن شهود على عواقب الخطيئة الحاضرة دائمًا في حياتنا وحياة الآخرين وعبر التاريخ البشري.

 لذلك، يبين الكتاب المقدس أنه ما لم يتم إصلاح هذه العلاقة المتقطعة مع الرب، ودفع ثمن خطيتنا، سيستمر هذا الانفصال الأبدي إلى ما بعد وجودنا على الأرض وإلى حياتنا الأبدية.

إذن، ما هو الحل الممكن لهذا المأزق الخطير ؟ إن التضحية بالنفس التي سنها يسوع، مجسداً الجانبين الإلهي والإنساني معًا، منذ ألفي عام – تحمل خطايانا على الصليب في الجلجلة، في متناول أولئك الذين يتوبون (يينبذون كل ما يعترفون بأنه خطأ – خطاياهم) ويضعون إيمانهم في يسوع المسيح، الرجل الذي يعترف به حتى أشد الملحدين شراسة بأنه لم يكن له مثيل في طبيعته والذي تركت حياته وموته أصداء عبر التاريخ – في العصر الذي نعيش فيه الآن. هذه العلاقة المتجددة، التي بدأت من خلال الإيمان بيسوع المسيح، تمنحنا حياة أبدية ورجاءً يفوق الطبيعة العابرة لوجودنا الأرضي.

“لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَمُوتَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ”. يوحنا 16:3

في ضوء هذا الواقع، الآباء المسيحيون مدعوون لتربية أبنائهم على معرفة الله وتعاليمه، وغرس القيم التي تعكس شخصية المسيح في نفوسهم.  وهذا يشمل المحبة والعطف والتواضع والتسامح والتضحية بالنفس. من خلال القيام بذلك، لا يوفر الآباء لأطفالهم أساساً معنوياً وأخلاقياً متيناً فحسب، بل يمنحونهم أيضاً الفرصة لاكتشاف ومتابعة هدفهم الذي وهبه الله لهم، والأهم من ذلك كله، تأمين مستقبلهم الأبدي.

الرعاية المسيحية

من أهم جوانب الحل المسيحي للأمور الأبدية هو مبدأ الرعابة. في هذا السياق، تشير الرعاية إلى الإدارة المسؤولة عن الموارد، بما في ذلك الثروة المادية والوقت والمواهب والإيمان الذي أودعه الله فينا. وهي تقر بأن كل ما لدينا هو هبة من الله، وعلينا أن نستخدمها لخدمة الآخرين وتعزيز ملكوته.

من الناحية العملية، تشجع الوكالة المسيحيين على تحديد أولويات قراراتهم المالية وفقاً لمبادئ الله، آخذين في الاعتبار ليس فقط احتياجاتهم ورغباتهم الخاصة، بل أيضًا احتياجات الآخرين وتعزيز عمل الله على الأرض. وقد يشمل ذلك دعم المنظمات الخيرية، و تمويل الإرساليات والجهود التبشيرية، أو الاستثمار في المبادرات الاجتماعية التي تتماشى مع القيم المسيحية. من خلال تعليم الجيل القادم أهمية الرعاية، يمكن للوالدين مساعدتهم على فهم أن الثروة المادية ليست غاية في حد ذاتها بل أداة لخدمة الآخرين وتكريم الله.

بناء علاقة شخصية مع الله

هناك جانب آخر حاسم في الأمور الأبدية في المسيحية وهو التركيز على بناء علاقة شخصية مع الله من خلال الصلاة ودراسة الكتاب المقدس والمشاركة في مجتمع إيماني. يعزز هذا الأساس الروحي الشعور بالهوية والانتماء والهدف الذي يتجاوز الثروة المادية. إن تشجيع الجيل القادم على تطوير حياة روحية قوية لن يساعدهم فقط على مواجهة تحديات الحياة وشكوكها، بل يوفر لهم أيضًا منظورًا أبديًا يقدر العلاقات والمجتمع والنمو الشخصي على حساب التراكم المادي.

توضح رسالة الرسول بولس إلى تيموثاوس هذه النقطة جيدًا. في 1 تيموثاوس 6: 17-19، ينصح بولس الأثرياء بعدم وضع أملهم في الغنى المادي بل في الله، الذي يوفر كل شيء من أجل متعتنا. ويشجعهم على استخدام ثرواتهم في فعل الخير والسخاء ومشاركة الآخرين. وبذلك، يخزنون كنوزًا لأنفسهم في الدهر القادم، ويضعون الأساس لمستقبلهم الأبدي.

وضع الأمور في نصابها

كما أن مثل الغني الأحمق، كما رواه يسوع في لوقا 12: 13-21، يسلط الضوء أيضًا على أهمية مراعاة الأمور الأبدية عند التعامل مع الأمور المادية تدور أحداث الحكاية حول رجل ثري يقرر بناء حظائر أكبر لتخزين محاصيله الوفيرة ظناً منه أن ذلك سيؤمن مستقبله ويسمح له بالاستمتاع بحياة الرفاهية. ومع ذلك، يحذر يسوع من أن حياة الرجل ستُنتزع منه في تلك الليلة بالذات، تاركاً  كل ثروته وراءه. يؤكد هذا المثل على عدم جدوى التركيز فقط على الممتلكات المادية وإهمال الحياة الروحية للإنسان

عند نقل الثروة إلى الجيل القادم، من الضروري تلبية الاحتياجات المادية والروحية على حد سواء. وعند القيام بذلك، فإننا نسلح أطفالنا وأحفادنا ليس فقط بالوسائل اللازمة التي تمكنهم من التمتع بحياة مريحة، بل أيضًا بالقيم والمبادئ والإيمان الذي سيوجههم في رحلتهم. هذا النهج الشمولي لنقل الثروة سيغني حياتهم بطرق تتجاوز الماديات،  ويمنحهم إحساساً بالهدف والهوية والانتماء المتجذر في علاقتهم مع الله ووعوده الأبدية.

في الختام، ينبغي ألا يقتصر نقل الثروة إلى الجيل القادم على الممتلكات المادية فقط. بل يجب أن يشمل أيضًا الأمور الأبدية التي توفر أساساً أعمق وأكثر جدوى للحياة. تقدم المسيحية وجهة نظر فريدة حول هذه القضية، مع التركيز على أهمية الرعاية والنمو الروحي والعلاقة مع الله. من خلال دمج هذه المبادئ في نهجنا لنقل الثروة، يمكننا مساعدة الجيل القادم على اختبار حياة ليست آمنة من الناحية المالية فحسب، بل أيضاً حياة روحية مُرضية وموجهة نحو تحقيق الهدف. وبذلك،  فإننا لا نستثمر في مستقبلهم الدنيوي فحسب، بل في مصيرهم الأبدي أيضاً.

Get Professional Advice

Complete our contact form today in order to discuss your particular situation with a highly qualified, experienced, and fully regulated adviser

  • We promise to NEVER share your data with any third party
  • We operate no email lists
  • All data is managed securely in accordance with the General Data Protection Regulation (GDPR)